للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان سبب هذه القصيدة أنَّ الفرزدق لما قال قصيدته التي منها:

وإنَّمَا ... يُدَافِعُ عَنْ أحْسابِهِمْ أَنا أَوْ مِثْلي

وفيها:

أَتَتَنِي أحاديثُ البَعِيثِ وَدُونَهُ ... زَرُود .. البيت.

وتقدَّم قبل هذا بأربع إنشادات، ومعناه: أتتني أحاديث الناس بأنَّ جريرًا غلب البعيث في هجوه، ولم يقاومه البعيث وهو مجاشعي من رهط الفرزدق، فلمّا سمع البعيث هذه القصيدة حمي، فأجابه بهذه القصيدة.

وقوله: ألا أصبحت أسماء جّاذِمة الحبل. جاذمة بالجيم والذال المعجمة، من حذمه يجذِمه ويجذُمه جذمًا: إذا قطعه، وروي بالحاء المهملة من حذمه يحذِمه حذمًا، أي: قطعه بسرعة، والحبل: الوصلة بين اثنين، ورواه ابن حبيب في "النقائض":

أَلَا أَصْبَحَتْ خَنْساءُ جّاذِبَةَ الوَصْلِ

بالجيم والذال المعجمة بعدها موحدة، قال ابن حبيب: الجاذبة المنقطعة كما تجذب الناقةُ، يقال: ناقة جاذبة وجذوب: إذا انقطع لبنها، ويقال للرجل: قد جذب أيضًا: إذا أسنَّ. وقوله: والضنين من البخل، كقولك: أنت من أهل الجود وأنت من الكرم، تريد: من أهل الجود والكرم. انتهى.

وقوله: وصدَّت فأعدانا الخ. قال ابن حبيب: يريد: صدت، فصددنا فكأنَّ صدودها أعدانا صدودًا كعدو [ى]، الجرب، وهنَّ من الإخلاف: أراد من أهل الإخلاف. انتهى. والصراع الأخير: هو الذي أورده ابن جني في "الخصائص" والصدود: الإعراض والهجر، وَالعَدْوَ [ى]: تجاوز العلّة من شخص إلى آخر وسرايتها إليه، والإخلاف مصدر أخلف في وعده: إذا لم يصدق فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>