للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في كَفِّهِ خَيْزُرَانٌ ريُحَها عَبِق ... البيت

يُغْضِي حَياءً وَيُغْضَى مِن مهابَتِهِ ... البيت

وكذا أوردها صاحب "زهر الآداب"، للحزين في عبد الله بن عبد الملك، وكذا قال ابن أبي الإصبع في "تحرير التحبير" وفي "الحماسة البصرية"، قال الحزين الكناني، وهو أموي الشعر:

لمَّا وَقَفْتُ عَلَيْهِ وَالجُمُوعُ ضُحى ... البيت

حَيَّيْتُهُ بِسَلامٍ وَهْوَ مُرْتَفِقٌ ... البيت

في كَفِّهِ خَيْزُرَان ... البيت

لا يُحْلِفُ الوَعْدَ مَيْمُونٌ نَقيبَتُهُ ... البيت

كَمْ صَارِخٍ بِكَ مِنْ رَاجٍ وَرَاجيةِ ... يَدْعُوكَ يَا قُثَمَ الخَيْرَاتِ يا قُثَمُ

انتهى، فرواها مدحًا في قيم بن العباس، لا في عبد الله بن عبد الملك.

قال الأصفهاني في "الأغاني": الحزين الكناني من شعراء الدولة الأمية، حجازي مطبوع، وكان هجاء خبيث اللسان، لا يرضيه اليسير، ويكتسب بالشر، وهجاء الناس، وليس ممن خدم الخلفاء، ولا انتجعهم بمدح، ولا كان يريم الحجاز حتى مات، حدث الزبير بن بكار عن عمه أن عبد الله بن عبد الملك، وكان من فتيان بني أمية وظرفائهم، وكان حسن الوجه والمذهب، لما حج قال له أبوه: سيأتيك الحزين الشاعر بالمدينة، وهو ذرب اللسان، فإياك أن تحتجب عنه، فلما كان في المدينة دخل الحزين عليه، فلما صار بين يديه، رأى جماله وبهاءه، وفي يده قضيب خيزران وقف ساكتًا، فأمهله عبد الله، ثم قال: السلام عليك ورحمة الله أولًا، فقال: وعليك السلام، ثم قال: وحيا الله وجهك أيها الأمير، إني قد مدحتك بشعر، فلما دخلت عليك، ورأيت جماله وبهاءك، أذهلني عنه، فأنسيت ما قد كنت قلته، وقد قلت في مقامي هذا بيتين، فقال: ما هما؟

<<  <  ج: ص:  >  >>