للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: في كفه خيزران .. البيت، يُغضي حياء ... البيت، فأجازه فقال: أخدمني أصلحك الله، فقال: اختر أحد هذين الغلامين، فأخذ أحدهما، فقال له عبد الله: أعلينا تبقي، خذ الآخر، والناس يروون هذين البيتين للفرزدق في أبياته التي مدح بها علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم التي أولهما:

هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ ... البيت.

وهذا غلط من الرواة، وليس هذان البيتان مما يمدح به مثل علي بن الحسين عليهما السلام؛ لأنهما من نعوت الجبابرة والملوك، وليس كذلك، ولا هذه صفته عليه السلام، وله من الفضل ما ليس لأحد.

وأما الأبيات التي للفرزدق فيه، فحدثني أحمد بن أبي الجعد، ومحمد بن يحيى قالا: حدثنا محمد بن زكرياء الغلابي قال: حدثنا ابن عائشة قال: حج هشام ابن عبد الملك في خلافة الوليد أخيه ومعه رؤساء أهل الشام، فجهد أن يستلم الحجر، فلم يقدر من الزحام، فنصب له منبر، فجلس عليه ينظر إلى الناس، وأقبل علي بن الحسين، وهو أحسن الناس وجهًا، وأنظفهم ثوبًا، وأطيبهم رائحة، فطاف بالبيت، فلما بلغ إلى الحجر تنحى الناس كلهم، وأخلوا الحجر ليستلمه هيبة وإجلالًا له، فغاظ ذلك هشامًا، وبلغ منه، فقال رجل لهشام: من هذا أصح الله الأمير؟ قال: لا أعرفه، وكان به عارفًا، ولكنه خاف أن يرغب فيه أهل الشام، فقال الفرزدق، وكان لذلك كله حاضرًا، أنا أعرفه، فسلني يا شامي، قال: ومن هو؟ قال:

هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ ... البيت

هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ ... البيت

إذَا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ ... البيت وَلَيْسَ قَوْلُكَ مَنْ هَذَا ... البيت.

أي الخلائق ... البيت ... ليست .. البيت ... من يعرف الله ... البيت

<<  <  ج: ص:  >  >>