للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحبسه، فقال الفرزدق:

أَيَحْبِسُني بَيْنَ المَدِينَةَ وَالتي ... البيتين.

فبعث إليه هشام فأخرجه ووجه إليه علي بن الحسين عشرة آلاف درهم، وقال: اعذرنا يا أبا فراس، فلو كان عندنا في هذا الوقت أكثر من هذا، لوصلناك به، فردها، وقال: ما قلت ما كان إلا لله عز وجل، وما كنت لأرزأ عليه شيئًا، فقال له: قد رأى الله مكانك، فشكر لك، ولكنا أهل بيت إذا أنفذنا شيئًا لم نرجع فيه، فأقسم عليه، فقبلها.

ومن الناس من يروي هذه الأبيات لداود بن سلم في قثم بن العباس: ومنهم من يرويها لخالد بن زيد مولى قثم فيه، فمن رواها لداود في قثم أو لخالد فيه، فهي في روايته:

كَمْ صَارِخٍ بِكَ مِنْ رَاجٍ وَرَاجِيَة ... يَدْعُوكَ يَا قُثَمَ الخَيْرَاتِ يا قُثَمُ

أي العَمَائِرِ لَيْسَتْ في رِقَابِهِمُ ... لأَوَّلِيَّةِ هَذَا أَوْ لَهُ نَعَمُ

في كَفِّه خَيْزُرَانٌ .. البيت يُغْضِي حَيَاءٍ البيت.

وممن ذكرها له محمد بن يحيى الغلابي عن مهدي بن سابق أن داود بن سلم قال هذه الأبيات الأربعة في قثم بن العباس، وأن الفرزدق أدخلها في أبياته في علي بن الحسين، عليهما السلام، سوى البيت الأول، وذكر الرياشي عن الأصمعي أن رجلًا من العرب يقال له داود وقف لقثم، فناده:

يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانَ رَاحَتِهِ ... البيت

كَمْ صَارِخٍ بِكَ مِنْ رَاجٍ وَرَاجيةِ ... البيت

فأمر له بجائزة سنية، والصحيح أنها للحزين في عبد الله بن عبد الملك، وقد غلط ابن عائشة في إدخاله البيتين في تلك الأبيات، وأبيات الحزين مؤتلفة منتظمة المعاني متشابهة، تنبئ عن نفسها وهي:

اللهُ يَعْلَمُ أَنْ قَدْ جِئْتُ ذا يَمَنٍ ... ثُمَّ العِرَاقَيْنِ لا يَثْنِينِيَ السَّأَمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>