فعل الشرط مبني للمعلوم من التفتير، ومن متعلق به، وحلجا، بفتح الحاء المهملة واللام: جواب الشرط، والجملة الشرطية صفة ثالثة للسحاب. قال السكري: أخيل برقاً، أي: رأى خلاقة مطر، يقال له: أخال وأخيل برقاً و"متى حاب" يريد: من سحاب حاب، والحابي من السحاب: المرتفع، ومتى في معنى من في لغة هذيل، وإنما سمي السحاب حابياً، لأنه قد أشرف قبل أن يطبق السماء، والتوماض: اللمع الضعيف من البرق، وحلج: مطر، وأصله السرعة، حلج يحلج حلجاً. انتهى.
وقوله: أخير برقاً: هذا مما جاء على التصحيح، وقد جاء بالإعلال أيضاً على القياس، وحكاهما السكري، قال صاحب "العباب": وأخالت السحابة وأخيلت: إذا كانت ترجى المطر، وقد أخلت السحابة وأخيلتها: إذا رأيتها مخيلة للمطر. انتهى. والمخيلة، بفتح الميم وكسر الخاء: وهي السحابة التي تكون مظنة المطر وخليقة له، ولم يقف الدماميني على سياق الشعر فظنه فعلاً مضارعاً، وتبعه الشراح، ولم يقفوا على المصراع الثاني. قال: أخيل، بضم الهمزة مضارع أخلت. يقال: أخيلنا وأخلنا، أي شمنا سحابة مخيلة للمطر. انتهى. وقول السكري: الحابي: السحاب المرتفع، الأنسب أن يكون مما نقله الأزهري عن ثعلب قال في "التهذيب" قال ثعلب: قال ابن الأعرابي: الحبو: امتلاء السحاب بالماء. انتهى. والسحاب الممتلئ يلزمه أن يكون مره ثقيلاً، ومنه قول المصنف، أي: من سحاب حاب، أي ثقيل المشي. ولما لم يقف عليه الدماميني نقل عن "الصحاح" أن الحابي كل دان، ثم قال: والمصنف فسره بثقيل المشي، ولم أقف عليه. انتهى. وقول السكري، مأخوذ من قولهم: حبا الرمل يحبو، إذا أشرف معترضاً، فهو حاب، نقله الأزهري عن غير ابن الأعرابي، ويقال: للسحاب الحبي أيضاً، روى الأزهري عن الأصمعي أنه قال: الحبي من السحاب: الذي يعترض اعتراض الجبل قبل أن يطبق السماء،