وقال الليث: الحبي: سحاب فوق سحاب. انتهى. وقول السكري: ومتى بمعنى "من" في لغة هذيل، أما متى فإنها ظرف زمان، وتكون شرطاً واستفهاماً، ونقل بعضهم أن متى تكون بمعنى وسط، فتجر ما بعدها، وحكى بعضهم: متى كلمه، أي: وسط كمه، وقال أبو سعيد السكري: متى بمعنى من، ولم ينسبها لهذيل، وأنشد لأبي ذؤيب:
شربن بماء البحر ثم ترفعت .. البيت
وأنشد أيضاً لغيره:
متى ما تعرفوها تنكروها ... متى أقطارها علق نفيث
قال أبو سعيد: أي: من لجج، ومن أقطارها، ويحتمل أن تكون هنا في البيتين بمعنى وسط، فتبقى على ما استقر فيها من الظرفية، وإن لم تكن شرطاً ولا استفهاماً. انتهى كلامه. وأقول: أما البيت الأول، فإن السكري رواه في شعر أبي ذؤيب كذا:
تروت بماء البحر ثم تنصبت ... على حبشيات لهن نئيج
وقال: تروت يعني الحناتم وهي السحاب، وتنصبت: ارتفعت على حبشيات: على سحائب سود، ونئيج: مر سريع، وروي:
شربن بماء البحر ثم ترفعت ... متى لجج ..
هذا كلامه ولم يفسر متى بشيء، وقد قدمنا الكلام عليه في الإنشاد السادس والأربعين بعد المائة. وأما البيت فهو من شعر أبي المثلم الهذلي يبجيب به صخر الغي الهذلي، وصوابه:
متى ما تنكروها تعرفوها ... متى أقطارها علق نفيث
قال السكري: متى الثانية في معنى من، والعلق: الدم يخرج منقطعاً، ونفيث: ينفث بالدم، يقول: سنأتيكم بكتيبة إذا رأيتموها من بعيد تشكون فيها، فإذا دنت منكم، رأيتم علق الدم على أقطارها، ويروى:"على أقطارها". انتهى كلامه.