من ذلك الضمير أيضاً، والحجج، بكسر الحاء المهملة وفتح الجيم، جمع حجة، بكسرها أيضاً وهي السنة، والدهر: الأبد الممدود، قال اللخمي: ومن رواه: مذ حجج كانت "مذ" حرف جر، والعامل فيها أقوين، وهي بمنزلة في، لأن المعنى: أقوين في حجج.
والبيت مطلع قصيدة لزهير بن أبي سلمى مدح بها هرم بن سنان المري، عدتها تسعة عشر بيتاً، وبعده:
لعب الرياح بها وغيرها ... بعدي سوافي المور والقطر
قفر بمندفع النحائت من ... ضفوي أولات الضال والسدر
دع ذا وعد القول في هرم ... خير الكهول وسيد الحضر
والسوافي: جمع سافية من سفت الريح التراب تسفيه سفياً: إذا ذرته، والمور بالضم: الغبار بالريح، والقطر: المطر، قال أبو عبيدة: ليس المطر سوافي، ولكن أشركه في الجر. انتهى. وليس هذا من الجر بالجوار، لأنه لا يكون في النسق، ووجهه أن الرياح السوفي تذري التراب من الأرض، وتنزل المطر من السحاب، قوله: قفر، أي: تلك الديار قفر، والمدفع، بفتح الفاء، والنحائت، بفتح النون بعدها حاء مهملة، قال صعوداء: هي آبار، ومندفعها: مندفع مياهها، ولعلها أودية، والآبار تفسير أبي عمرو، والضفوان، بالضاد المعجمة بعدها فاء: الجانبان، الواحد ضفا، كقفا، وأولات الضال والسدر: مواضع في سدر، والضال: السدر البري.
وقوله: دع ذا، قال صعوداء: عد القول: اصرفه إليه، والحضر: جمع واحده حاضر، مثل صحب وصاحب. انتهى. والحاضر: الحي العظيم، والحاضر خلاف البادي، والأبيات الثلاثة الأول قد نسبها نقاد الشعر إلى حماد الراوية، وقالوا: أول القصيدة إنما هو: