للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقمنا بها يوماً ويوماً وثالثاً ... ويوماً له يوم الترحل خامس

تدار علينا الراح في عسجدية ... حبيتها بأنواع التصاوير فارس

قراراتها كسرى وفي جنباتها ... مهاً تدريها بالقسي الفوارس

فللخمر ما زرت عليه جيوبها ... وللماء ما اجتازت عليه القلانس

قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي في كتاب "الأخبار" بعد نقل هذه الأبيات: قال أبو القاسم: الدار: منزل القوم، مبنية كانت أو غير مبنية، ويقال: دار ودارة، والبسابس: القفار، واحدها بسبس، ومثلها: السباسب، واحدها: سبسب، وأصلها الصحراء الواسعة الملساء: والعسجدية: كأس مصوغة من العسجد، وهو الذهب.

وقوله: قرارتها كسرى، نصبه على الظرف، يريد أنه كان في قرار الكأس، وهو أرضها، صورة كسرى، وفي جنباتها: وهي نواحيها، صورة المها، وهو بقر الوحش، وصور فرسان بأيديهم قسي ونشاب يرمون تلك المها، وهو معنى قوله: تدريها بالقسي الفوارس، والدرية: الشيء الذي يرمى، يعني أنه صب الخمر في الكأس إلى أن بلغت حلوق الفرسان، وهو موضع الأزرار، ثم صب الماء مقدار رؤوس الصور، وهو الذي تجتازه القلانس. انتهى كلامه.

وأورد أبو العباس المبرد، هذه الأبيات في "الكامل" قال فيه: وقال الحسن ابن هانئ:

بنينا على كسرى سماء مدامة ... جوانبها محفوفة بنجوم

فلو رد في كسرى بن ساسان روحه ... إذن لاصطفاني دون كل نديم

أراد: أنه كان صورة كسرى في الإناء، وقوله: جوانبها محفوفة بنجوم: يريد ما تطوق به من الزبد، وقال في أخرى:

<<  <  ج: ص:  >  >>