أقمنا بها يوماً ويوماً وثالثاً ... ويوماً له يوم الترحل خامس
تدرا علينا الراح في عسجدية ... البيت
فللخمر ما زرت عليه جيوبها ... البيت
العسجدية: منسوبة إلى العسجد، وهو الذهب، وقوله: تدريها، أي تختلها، يقال: دريت الصيد: إذا ختلته. انتهى.
وأورد الأبيات جميعها السيد المرتضى في "أماليه" قال: وقال يموت بن المزرع: سمعت خالي الجاحظ يقول: لا أعرف شعراً يفضل قول أبي نواس:
ودار ندامى عطلوها ... الأبيات.
قال الجاحظ: فأنشدتها أبا شعيب القلال، فقال: يا أبا عثمان لو نقر هذا الشعر، لطن، فقلت: ويلك، ما تفارق الجرار والخزف حيث كنت! ؟
قال السيد المرتضى: أخذ أبو نواس قوله:
ولم أدر من هم غير ما شهدت بهم .. البيت.
من أبي خراش الهذلي:
ولم أدر من ألقى عليه رداءه ... ولكنه قدسل من ماجد محض
ويقال: إن أبا خراش أول من مدح من لا يعرفه، وذلك أن خراش بن أبي خراش أسر هو وعروة بن مرة، فطرح رجل من القوم رداء على خراش حين شغل القوم بقتل عروة ونجاه، فلم تفروغوا له، قال: إنه أفلت مني، ويقال: بل رآه في الأسر رجل من بني عمه، فألقى عليه رداءه ليجيره، وقال له: النجا. ويلك! انتهى.