فدلت الطاعة على المطاع, سبحانه, فكأنه قال: إني وحج الحجيج لله تعالى, ويؤكد ذلك أنه لم يعد مع الثانية له, لأنه غير محتاج إليها من حيث كان مصدرًا. ويجوز أن تكون عبارة عن البيت فأقسم به, فحينئذ تحتمل الهاء في «له» أن تكون للبيت, على أن اللام بمعنى إلى, وأن تكون لله تعالى, أي: والبيت الذي حجه الحجيج لطاعة الله تعالى انتهى.
وقوله: لم ينسني, هو مضارع أنساه, وذكركم: مفعول مقدم, وعيش: فاعل مؤخر, وقدم: بكسر القاف معطوف على عيش. قال ابن جني: هذا البيت جواب القسم, وأجاب بلم, وحرفنا الجواب في الني أنهما ما ولا, ولكن اضطر فشبه لم بما, كما اضطر إلى ذلك الأعشى في قوله:
أجد لم تغتمض ليلة
فاعرف ذلك فإنه لطيف. انتهى.
وبعد: مبنية على الضم, لحذف المضاف إليه, أي: بعدك, وغانية: فاعل يشاركك, والغانية: المرأة الحسناء التي استغنت بحسنها عن الزبنة. وقوله: لا والذي, لا: زائدة جاءت لتأكيد النفي السابق, والذي مقسم به, فإن قلت: أين جواب القسم؟ قلت محذوف دل عليه لم يشاركك .. الخ, كقولك: ما فعلت والله, والنعم بكسر النون: جمع نعمة.
والمرار: شاعر إسلامي في الدولة الأموية من معاصري الفرزدق وجرير, وهو بفتح الميم وتشديد الراء, قال ابن قتيبة في كتاب «الشعراء»: المرار العدوي هو ابن منقد من صدي بن مالك بن حنظله, وأم صدي بالتصغير من