للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكت إليه عبد الملك كتاباً، وجعل في طيه جواباً لابن الأشعث:

ما بال من أسعى لأجبر عظمه ... حفاظاً وينوي من سفاهته كسري

الأبيات، ثم بات يقلب كف الجارية، ويقول: ما أفدت فائدة أحب إلي منك، فتقول: فما بالك؟ وما يمنعك يا أمير المؤمنين؟ فقال: ما قاله الأخطل، لأني إن خرجت منه كنت ألأم العرب:

قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم ... دون النساء ولو باتت بأطهار

فما إليك من سبيل، أو يحكم الله بيننا وبين عدو الله عبد الرحمن بن الأشعث، فلم يقربها حتى قتل عبد الرحمن.

وقوله: بين الجم والفرط: موضعان، وقوله: يستوقدن بالغبط، يقال فيه قولان متقاربان، أحدهما: أنهن قد يئسن من الرحيل، فجعلن مراكبهن حطباً، هذا قول الأصمعي، وقال غيره: بل قد منعهن الخوف من الاحتطاب، والغبيط: من مراكب النساء. وقوله: شجر العرى: نبت بعينه إن ضم العين، والعراء ممدود: وجه الأرض.

وقوله: "دون النساء ولو باتت بأطهار" معناه: أنه يجتنبها في طهرها، وهو الوقت الذي يستقيم له غشيانها فيه. انتهى باختصار.

قال أبو الحسن الأخفش فيما كتبه عليه: العرى: بضم العين: ضرب من الشجر، وقال بعضهم: هو الطرفاء. انتهى. ورأيت في هامش نسختي كتابة بخط الإمام مغلطاي الحافظ كتب على قوله:

سائل مجاور جرم هل جنيت لهم ... الأبيات.

هذا لوعلة الجرمي، وسببه فيما ذكر أبو الحسن الأثرم: أن قوماً قتلوا أخاه

<<  <  ج: ص:  >  >>