[البقرة/٦] فيكون: أأنذرتهم مبتدأ، وسواء خبره، ويقال له: الميل مع جانب المعنى.
قال الأعلم: وجاز هذا فيها، لأنها اسم من أسماء الفعل، لأنها بمعنى علامة، والعلامة من العلم، وأسماء الأفعال تضارع الزمان، فمن حيث جاز أن يضاف الزمان إلى الفعل، جاز هذا في "آية" وكأن إضافتها على تأويل إقامتها مقام الوقت، كأنه قال: بعلامة وقت تقدمون. يقول: أبلغهم عني كذا بعلامة إقدامهم الخيل للقاء شعثاً متغيرة من السفر والجهد، وشبه ما ينصب من عرقها ممتزجاً بالدم على سنابكها بالخمر، والسنابك: جمع سنبك، وهو مقدم الحافر. انتهى.
أراد: أن ذلك لما صار عادة وأمراً لازماً، صار علامة، كأن الشاعر لما حمل إنسان تبيلغ رسالته؛ قال له ذلك الإنسان: بأي علامة يعرف هؤلاء القوم؟ فقال: بعلامة تقديمهم الخيل إلى الحرب، أي: إذا رأيت قوماً بهذه الصفة، فأبلغهم رسالتي، والشعث: جمع أشعث، وهو المغبر الرأس. وقال الدماميني: ضمير تقدمون ضمير غيبة يعود على بني تميم المذكورين قبله، وهو: ألا من مبلغ عني تميماً .. إلى آخره، وهذا لا يصح، فإن كل بيت منهما من شعر آخر، وليسا من قصيدة لقائل واحد، وكل منهما منسوب إلى قائله كما في "كتاب سيبويه".
قال القاضي أبو الفرج بن زكريا يحيى المافى النهرواني في كتاب "الجليس الصالح والأنيس الناصح": للآية في اللغة ثلاثة أوجه، وفي وزنها ثلاثة أقوال، أما الأول فأحد معانيها: العلامة الفاصلة، كقولك: