للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضاً في رويد: من رواه: "رويد يني" بغير تنوين، فهو اسم سمي به الفعل، بمنزلة عندك، ودونك، وصه، ومه، وإيه، وهلم. ومن رواه منوناً: [فهو] منصوب عنده على المصدر، أي: أرود إرواداً، غير أنه حقر تحقير الترخيم بحذف زيادته، وفي هذا رد على الفراء في قوله: إنه لا يحقر الاسم تحقير الترخيم إلا في الأعلام نحو قولهم: أسود سويد، وفي أزهر زهير، ولا أدفع أن يكون [ذلك] في الأعلام أقيس منه في الأجناس من حيث كانت العلمية فيه دالة على المحذوف، فأما أنه لا يجوز إلا في الأعلام فلا. ألا ترى قولهم في تحقير أكمت وكتماء: كميت، وقولهم قفي السكت: سكيت. وبني شيبان منصوب على نداء المضاف [البتة] في القولين جميعاً، كقولك مع التنوين: رفقاً [يا] بني شيبان، فكذلك حاله إذا بناه، وجعله اسماً للفعل في الأمر، كأنه قال: رويدكم يا بني شيبان [أي: انتظروا الأمر يابني شيبان]. فإن قلت: فهلا تجيز أن يكون "بني شيبان" مع كون رويد اسماً للفعل مجروراً بإضافة رويد [هذه لاسم المبني] إليه، كما تقول في الكاف والميم من رويدكم: إنها اسم مجرور بإضافة هذا السم المبني إليه! ويستدل على أنها اسم لا حرف خطاب بما حكاه سيبويه عنهم من قولهم: رويدكم أجمعين وأجمعون، وأجمعين توكيد للكاف والميم، وأجمعون توكيد للضمير المرفوع فيه؟ فالجواب: أن ذلك لا يجوز هنا من قبل أن هذه الأسماء المسمى بها الأفعال لا يؤمر بها الغائب، وإنما هي موضوعة لأمر الحاضر تقول: عليك زيداُ، ولا يجوز: عليه زيداً، لأن الغائب لا يتمكن في الأمر تمكن الحاضر فيه، لأنك حينئذٍ تحتاج إلى فعلين: أحدهما للغائب، والآخر للحاضر، ليؤديه عنك الغائب، فيكثر الإضمار فيجتنب لما فيه من كثرة الاتساع. انتهى كلامه.

وسفوان، بفتح السين والفاء، قا ياقوت في "معجم البلدان": كأنه فعلان من سفت الريح التراب، وأصضله الياء، إلا أنه هكذا تكلموا به، قال أبو منصور:

<<  <  ج: ص:  >  >>