"مشائيم" بني درام بن مالك، لا بني يربوع، وكان من قصة هذا الشعر، أن ناساً من يثربوع وبني دارم اجتمعوا على القرعاء، فقتل بينهم رجل من بني غدانة، يكنى أبا بدر/ فقالت بنو يربوع: والله لا نبرح حتى ندرك ثأرنا، فقالت بنو دارم: إنا لا نعرف قاتله، فأقيموا قسامة نعطكم حقكم، فقالت بنو غدانة: نحن نفعل، فأخرجوا خمسين، فحلفوا كلهم إلا رجلاً: إن الذي قتل أبا بدر عبيد بن زرعة، فقال الباقي من الخمسين: أليس تدفعون إلينا [عبيداً] إذا كملت الخمسين؟ قالوا: لا، ولكنا نديه، لأنا لا ندري من قتله، فقال الباقي عند ذلك وهو أبو بيض الغداني: والله لا أكلمهم أبداً، ولا يفارقنا عبيد حتى نقتله، فقام ضرار بن القعقاع بن معبد بن زرارة، وشيبان بن حنظلة بن بشر بن عمرو، فكفلا بعبيد، فدفعته بنو غدانة إليهما، فلما جهنم الليل، قال ضرار وشيبان لعبيد: انطلق حيث شئت، وغدت بنو غدانة على بني درام، فقالوا لهم: إن صاحبكم قد هرب، ولكن هذه الجية، فاقبلوها من إخوتكم، ولا تطلبوا غير ذلك، فتكونوا كجادع أنفه، ولو علمنا مكان صاحبكم، قصدنا إليه، فلما سمعهم الأخوص يذكرون الدية، قال: دعوني أتكلم، قالوا: تكلم يا أبا خولة، فقال هذه الأبيات من قصيدته. انتهى.
وقوله: وليس بيربوع إلى العقل إلخ ... يقول: إن العقل لا ينفعهم، بل يضرهم ويكسبهم عاراً، ونوكى، بالفتح: جمع أنوك، كأحمق وحمقى، وزناً ومعنى، أي: كيف العشرة معهم، ويروى بدل خطابها: سبابها، بالكسر، مصدر سابه، أي: شاتمه، ومشائيم: جمع مشؤوم كمنصور. قال الأعلم: نسبهم إلى الشؤم، وقلة الصلاح والخير، فيقول: لا يصلحون أمر العشيرة إذا فسد بينهم، ولا يأتمرون