للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صدقت. ألك ولد؟ قلت: بنية لا غير. قال فما قالت حين ودعتها؟ قلت: أنشدت قول الأعشى:

تقول ابنتي حين جد الرحيل ... أرانا سواء ومن قد يتم

أبانا فلا رمت من عندنا ... فإنا بخير إذا لم ترم

فإنا إذا أضمرتك البلا ... دنجفى ويقطع منا الرحم

قال: فما قلت لها؟ قال: قلت لها ما قال جرير:

ثقي بالله ليس له شريك ... ومن عند الخليفة بالنجاح

فقال: ثق بالنجاح، إن شاء الله، إن ها هنا قوما يختلفون إلى أولادنا، فامتحنهم، فمن كان منهم عالما ينتفع به ألزمناهم إياه، ومن كان بغير هذه الصورة، قطعناهم عنه فأمر فجمعوا إلى فامتحنتهم، فما وجدت فيهم طائلا، وحذروا ناحيتي، فقلت: لا بأس على أحد، فلما رجعت إليه، قال: كيف رأيتهم؟ قلت: يفضل بعضهم بعضا في علوم، ويفضل الباقون في غيرها، فكل يحتاج إليه، فقال الواثق: إني خاطبت منهم واحدا، فكان في نهاية الجهل في خطابه ونظره، فقلت: يا أمير المؤمنين أكثر من تقدم منهم بهذه الصفة، ولقد أنشدت فيهم:

إن المعلم لا يزال مضعفا ... ولو ابنتي فوق السماء سماء

من علم الصبيان صبوا عقله ... مما يلاقي غدوة ومساء

هذا آخر ما رواه الأصفهاني.

وذكر العسكري هذه الحكاية مجملة في كتاب (التصحيف) وقال في آخرها: ثم أحضر التوزي وكان في دار الواثق، وكان ممن يقول: إن مصابكم رجل،

<<  <  ج: ص:  >  >>