للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيها: أن يكون من باب (صنع الله) و (وعد الله) , كأنه لما قيل: تعطي العلوق, دل على ترأم, لأن إعطاءها رثمان, فنصبه على هذا الحد لما دل عليه تعطي.

ثالثها: أن ينتصب على الحال, مثل: جاء ركضًا, على قياس إجازة أبي العباس في هذا الباب, ويجعل تعطي بمنزلة تعطف, كأنه قيل: أم كيف ينفع ما تعطف به العلوق رثمان, أي: كيف ينفع تعطفها راثمة مع منعها لبنها! فهذه ثلاثة أوجه في النصب. انتهى كلامه.

وأشار في الوجه الثالث إلى أن ما مصدرية, وعليه يكون ضمير به عائدًا على البو المفهوم من المقام, وإذا ضم هذه الثلاثة إلىما قاله الكسائي وثعلب وابن الشجري والمصنف, وهو نصب رثمان بتعطي, يصير وجوه النصب أربعة.

ولم يذكر أبو الحسن سعيد بن مسعدة المجاشعي الأخفش في كتاب «المعاياة» إلا النصب بتعطي, قال: نصب الرثمان وذلك أن الناقة تعطف على غير ولدها فترأمه, ولا تدر عليه وتمنعه اللبن, فقال: كيف ينفعه رثمان أنف إذا ما ضن عليه باللبن, والرثمان: مصدر, والعلوق: التي تعلق غير ولدها.

انتهى كلامه. ونصب رثمان بتعطي هو الوجه الظاهر من وجوه النصب.

وقول المصنف: وصوب ابن الشجري إنكار الأصمعي .. الخ, وهذه عبارة ابن الشجري: وقوله: ما تعطي العلوق به رثمان أنف, ما: خبرية بمعنى الذي,

<<  <  ج: ص:  >  >>