أحاديث خرافة» وعوام الناس يرون أن قول القائل: هذا خرافة, إنما معناه أنه حديث لا حقيقة له, وإنما هو مما يجري في السمر, وينتظم في الأعاجيب وطرف الأخبار, واشتقاقه من اخترف الثمرة إذا اجتناها, وهي خرفة, ولذا سمي الفصل خريفًا لاختراف الفواكه فيه, فكانت هذه الأحاديث بمنزلة ما يتفكه به من الثمار للتلهي بها, وأرى أن قولهم: خرف, إذا تغير عقله من هذا, لأنه يتكلم بما يضحك ويتعجب منه, ومن ههنا قيل: فكهت من كذا, أي: عجبت منه, وقيل للمزاح فكاهة لما فيه من المسرة والاستمتاع به. وقال الزمخشري في «ربيع الأبرار»: سمعت العرب يشددون الراء من خرافة, ويسمون الأباطيل الخراريف.
وهذه الأبيات الثلاثة تحتمل أن تكون من مشطور السريع كما قال الدماميني: وتحتمل أن تكون من الرجز المقطوع المخبون كما قاله غيره, وقد أورد المصنف هذا الرجز في الباب الثامن, وحكم أن فيه من عيوب القافية الإكفاء, وهو: اختلاف حرف الروي بما يقاربه في المخرج, والروي في الأولين نون وفي الثالث ميم, وهو أحد أقوال ثلاثة تبع فيه الزمخشري فإنه قال في «الفائق» في الموضع الذي أورده فيه: خالف بين حرفي الروي لتقارب النون والميم, وهذا يسمى الإكفاء