أي: أطلق أيماني ولا أقيدها باستثناء، ولا أتحلل، معناه: لا أستثني بأن أقول: إلا أن يشاء الله.
وقوله: وظلعي .. إليخ، هو معطوف أيضاً على أبدالي، أي: ورابني أيضاً ظلعي، وهو العرج الخفيف، والحال أنني لم أقع من موضع فأنكسر، وإنما عرجي من الكبر. وقوله: وإن ظعينتي، هو معطوف على أبدالي أيضاً، والظعينة: الزوجة، والدثار: ما كان من الثياب فوق الشعار، والشعار: ما لاصق الجلد منه، وأراد به الغطاء كاللحاف والبردة، أي: ومما رابني أن زوجتي تستخف بي فتغطي أولادها دوني.
وقوله: وكنت صفي النفس .. إلخ، الصفي: العزيز المختار، أي: كنت عندها عزيزاً لا أطلب منها زيادة لما كانت تجاملني وتخدمني، والآن صرت أذهل عنها لكثرة ما تبعدني عن ناحيتها.
وقوله: ويطوي عن الداعي: هو معطوف على أبدالي، والداعي: المستغيث.
وقوله: يود الفتى .. إلخ، قصر البقاء ضرورة، ويروى في نسخة قديمة: الغنى بدله، فلا ضرورة، أي: إن الإنسان بعد اعتدال قامته وصحته في زمن الشباب يكون غاية أمنيته في الشيخوخة أن يقدر على القيام بمشقة، ويحمل، أي: يمسك بيده حتى ينهض، يقال: ناء ينوء: إذا قام مثقلاً، وقوله: يود الفتى طول السلامة، هذا المعنى تداوله الناس قديماً وحديثاً، قال حميد بن ثور:
أرى بصري قد رابني بعد صحة ... وحسبك داء أن تصح وتسلما