لقد علم المراضع في جمادى ... إذا استعجلن في أكل بنهس
بأني لا أبيت بغير لحم ... وأبدأ بالأرامل حين أمسي
وأني لا ينادي الحي ضيفي ... ولا جاري يبيت خبيث نفس
وهي طويلة، فقيل للخنساء: ألا تجبيبينه؟ فقالت: لا أجمع عليه بين رده وهجوه.
وقال القالي في الربع الثالث من "أماليه": حدثنا أبو بكر بن دريد، قال: حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال: خرجت تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد، فهنأت ذودا لها جربى، ثم نضت عنها ثيابها، فاغتسلت، ودريد يراها ولا تراه، فقال دريد:
حيوا تماضر واربعوا صحبي .. البيت
ما إن رأيت ولا سمعت به .. البيت
متبدلا تبدو محاسنه .. البيت
متحسرا نضح الهناء به ... نضح العبير بربطه العصب
أخناس قد هام الفؤاد بكم ... واعتاده داء من الحب
فسليهم عني خناس إذا ... غض الجميع هناك ما خطبي
قال أبو علي: النقب: القطع المتفرقة من الجرب في [جلد] البعير، ويقال: النقب أيضا، بفتح القاف، الواحدة نقبةن وغض من الغضاضة واللين، ثم ذكر القالي خطبته إياها من أبيها، وهجوها إياه، وهجوه إياها بغير الشعر الذي تقدم.
قوله: حيوا تماضر، بضم التاء الفوقية وكسر الضاد المعجمة، اسم الخنساء، والخنساء لقبها، كما أن الحميراء، لقب عائشة: زوجة النبي صلى الله عليه وسلم،