لسانه عجمة, وإن كان بدويًا لشبهه بالحيوان. وناطقًا: تمييز للنسبة, وأصله: وأبغض نطق العجم, أي: تصويتها فلما حذف نطق, صارت نسبة البغض إلى العجم مبهمة, ففسرت بالتمييز, ولابد من هذا المحذوف ليصح الإخبار بصوت. قال الراغب: النطق في التعارف: الأصوات المنقطعة التي يظهرها اللسان, وتعيها الآذان, ولا يقال للحيوانات نطاق, إلا مقيدًا, أو على طريق التشبيه, كقول الشاعر:
عجبت لها أنى يكون غناؤها ... فصيحًا ولم تفغر بمنطقها فما
انتهى. وهو هنا مجاز عن الصوت, وفي «العباب» وغيره: حمار مجدع: مقطوع الأذنين. انتهى. والحمار إذا كان مقطوع الأذنين يكون صوته أقبح وقد ورد تمثيل الصوت المرتفع بصوت الحمار في وصية لقمان لابنه, قال تعالى حكاية عنه:(واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير)[لقمان/١٩] أي: أوحش الأصوات وأقبحها. وجزم الدماميني أنه من: جدعت الحمار: سجنته, قال: لأن الحمار إذا حبس كثر تصويته, وإذا جعل من الجدع الذي هو قطع الأذن, لم يظهر له معنى, قال السيوطي: وليس كما قال,