وقوله: فيستخرج اليربوع .. الخو الفاء للسببية, ويستخرج: منصوب بأن مضمرة, وهو مبني للمفعول, ويجوز بالبناء للفاعل مسندًا إلى الألف. واليربوع: دويبة تحفر الأرض, والياء زائدة, لأنه ليس في كلام العرب «فعلول» سوى «صفعوق» على ما فيه, وله جحران, أحدهما: القاصعاء, وهو الذي يدخل فيه, والآخر: النافقاء, وهو الجحر الذي يكتمه ويظهر غيره, وهو موضع يرفقه, فإذا أني من قبل القاصعاء, ضرب النافقاء برأسه فانتفق, أي: خرج, وجمعها: قواصع ونوافق. ونافق اليربوع: أخذ في نافقائه, ومنه المنافق, شبه باليربوع لأنه يخرج من الإيمان من غير الوجه الذي دخل فيه, وقيل: لأنه يستر كفره, فشبه بالذي يدخل النفق, وهو السرب. والجحر – بضم الجيم – يكون للضب واليربوع والحية, والجمع جحرة, كعنبة, وانجحر الضب – على انفعل – آوى إلى جحره.
وقوله: بالشيحة: رواه أبو عمرو الزاهد وغيره تبعًا لابن الأعرابي: «ذي الشيحة» وقال: لكل يربوع شيحة عند جحره, ورد أبو محمد الأعرابي على ابن الأعرابي في «ضالة الأديب» وقال: ما أكثر ما يصحف في أبيات المتقدمين, وذلك أنه توهم أن الشيحة موضع ينبت الشيح, وإنما الصحيح: ومن جحره بالشيخة – بالخاء المعجمة – وهي رملة بيضاء في بلاد بني أسد وحنظلة. وكذا رواه الجرمي أيضًا, وفي «القاموس» أيضًا. والشيخة: رملة بيضاء ببلاد أسد وحنظلة, ومنه قول ذي الخرق الطهوي:
ومن جحره بالشيخة اليتقصع
انتهى. واستفدنا منه أنه بفتح الشين, لأنه قال بعده: وبكسر الشين بنية لبياضها. وقال أبو عبيد البكري في «معجم ما استعجم»: الشيحة بكسر