للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوله وبالحاء المهملة: رملة إذا طلعت فيها طلعت في نجفةٍ, وهي نجفة مليحة, ثم طلعت في حزن بني يربوع. ومليحة – بضم الميم وفتح اللام وسكون الياء بعدها حاء مهملة – بين الحزن والشيحة, وهي من منازل بني يربوع. انتهى. والحاصل أن هذه الكلمة اختلفوا في ضبطها, والله أعلم بها.

وقوله: اليتقصع, رواه أبو محمد الخوارزمي عن الرباشي بالبناء للمفعول, يقال: تقصع اليربوع دخل في قاصعائه فيكون صفة للجحر, وصلته محذوفة, أي: من جحره الذي يتقصع فيه, كما قدره ابن جني في «سر الصناعة» وروي بالبناء للفاعل, فيكون صفة لليربوع ولا حذف. ورواه أبو زيد «المتقصع» بصيغة اسم المفعول, المنفعل من القاصعاء, فيكون صفة اليربوع أيضًا, لكن فيه حذف الصلة.

والمعنى: إنكم إن حاربتمونا, جئناكم بقبائلنا يحيطون بكم, ولا نجاة لكم, ولو احتلتم بكل حيلة, كاليربوع الذي يجعل النافقاء حيلة لخلاصه من الحارش, فإذا كثر عليه الحارش, أخذوا عليه من نافقائه ومن قاصعائه, فلا يبقى له مهرب البتة.

وقد تكلمنا على هذه الأبيات بأبسط مما هنا في شرح أول شاهد من شواهد الرضي. وقد أنشد أبو زيد في «نوادره» هذه الأبيات لذي الخرق الطهوي وقال: إنه جاهلي, وفيه نظر, فإن له ولطارق بن ديسق أشعارًا في قصة نحر غالب, والد الفرزدق, إبله عام المجاعة بالكوفة في خلافة علي بن أبي طالب, رضي الله تعالى عنه, تدل على أنهما إسلاميان, قال أبو علي القالي في كتاب «ذيل أماليه»: قرأنا على أبي الحسن, قال أبو محلم: حدثني جماعة من بني تميم عن آبائهم عن أجدادهم قالوا: أسنت بنو تميم زمن علي بن أبي طالب, رضي الله تعالى عنه, فانتجعوا أرضًا من أرض كلب من ظرف السماوة, يقال لها: صوار, من الكوفة

<<  <  ج: ص:  >  >>