للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمره الأمر, أراد أمره الأمر الذي لا مراد له. وقوله: لقد كنت آتيها .. الخ, هذا جواب القسم, وآتيها فعل مضارع. وقوله: وفي النفس هجرها, في متعلق بمحذوف خبر مقدم, وهجرها: مبتدأ مؤخر, والتقدير: وهجرها مضمر في نفسي, والجملة: حال من فاعل آتيها ضمير المتكلم. وبتاتًا: مصدر مؤكد للهجر, أي: قطعًا لا وصل معه, وقوله: لأخرى الدهر, أي: إلى آخر الدهر, وقوله: ما طلع الفجر, ما: مصدرية دوامية, أي: مدة دوام طلوع الفجر, وهذا تأبيد إلى يوم القيامة, أو تأبيد إلى آخر حياته, والتقدير: ما طلع الفجر وأنا في الحياة. ووقع جواب القسم في رواية أبي تمام:

لقد تركتني أحسد الوحش أن أرى ... أليفين منها لا يروعهما الذعر

تركتني: بمعنى صيرتني, يتعدى إلى مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر, والياء المفعول لأول. وجملة أحسد الوحوش: في موضع المفعول الثاني. وقال شراح «الحماسة»: تركتني: خلتني, يتعدى لواحد. وجملة «أحد»: حال من الياء, وأن أرى: في تأويل مصدر مجرور بالباء أو اللام, ولا يجوز تقدير «على» خلافًا للدماميني. وقال شراح «الحماسة» المرزوقي والتبريزي والطبرسي: أن أرى: بدل من الوحش, وفيه نظر, لاقتضائه أن يحسد رؤية أليفين, وليس الحسد رؤيتهما, وإنما يحسد المرئي. وأليفين: مفعول أرى البصرية, ومنها: صفة لأليفين, وكذلك جملة: لا يروعهما الذعر, ويروع بالتخفيف من الروع, يقال: راعني الشيء يروعني روعًا, أي: أفزعني, والذعر بضم الذال وسكون العين, في «المصباح»: ذعرته ذعرًا, من باب نفع: أفزعته. والذعر بالضم: اسم منه. قال المرزوقي: معناه: إني إذا تأملت الوحوش وهي تأتلف في مراعيها ومنصرفاتها اثنين اثنين, لا يفزعهما رقيب, ولا يدخل بنيهما تنفير, حسلتها وتمنيت

<<  <  ج: ص:  >  >>