أن تكون حالتي مع صاحبني كحالها في ألافها. انتهى.
وقوله: فما هو إلا أن أراها فجاءة .. الخ. جاء في شعر عروة بن حزام العذري, وفي شعر كثيرة عزة البيت هكذا:
وما هو إلا أن أراها فجاءة ... فأبهت حتى ما أكاد أجيب
وهذا من شواهد سيبويه, قال في «الكتاب»: وسألت الخليل, رحمه الله تعالى عن قول الشاعر: وما هو إلا أن أراها .. البيت, فقال: أنت في «أبهت» بالخيار, إن شئت حملتها على أن, وإن شئت لم تحملها عليه فرفعت, كأنك قلت: ما هو إلا الرأي فأبهت. انتهى.
يريد: إن روي بنصب أبهت, فالفاء عاطفة أبهت على أراها, وهو عطف مفرد على مفرد, وهما في تأويل المصدر, والتقدير: إلا الرأي فالبهت. وإن روي بالرفع, فالفاء استئنافية, وجملة أبهت خبر مبتدأ محذوف, أي: فأنا أبهت, بفتح الهمزة وضم الهاء وفتحها, لأنه جاء من بابي قرب وتعب, بمعنى أدهش وأنحير, وهو لازم. وأما أبهت بالبناء للمفعول, فغير مراد هنا, يقال: بهته يبهته من باب نفع, أي: قذفه بالباطل والاسم البهتان, فهو متعد. وقوله: وما هو إلا, هذا الضمير يفسره ما بعده كقوله تعالى: (إن هي إلا حياتنا الدنيا) [الأنعام/٢٩, والمؤمنون /٣٧] قال الزمخشري: هذا ضمير لا يعلم ما يعنى به إلا بما يتلوه, وأصله: إن الحياة (إلا حياتنا لدنيا) ثم وضع (هي) موضع الحياة, لأن الخبر يدل عليها وبينها. انتهى. وأراها بفتح الهمزة من