للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاعل رأت ضمير نعم, وجملة «أيما إذ الشمس عارضت»: صفة لقوله: رجلا. والمعنى: رأت رجلًا يضحى وقت معارضة الشمس إياه, وبخصر بالعشي, فهو أخو سفر, يصلى الحر والبرد بلا ساتر, فجيء بأيما للتفصيل. وإذا: ظرف ليضحى, قدم عليه لوجوب الفصل بين أما والفاء. والشمس: فاعل فعل محذوف يفسره ما بعدها, وعارضت: قابلت, والمفعول محذوف, أي: عارضته, ومعارضة الشمس ارتفاعها حتى تصير في حيال الرأس قال صاحب «الصحاح»: وضحيت بالكسر ضحى: عرقت, وضحيت أيضًا للشمس ضحاء بالمد, إذا برزت, وضحيت بالفتح مثله, والمستقبل أضحى في اللغتين جميعًا. انتهى. وحاصله أنه جاء من بابي فرح ومنع. وقال المبرد: يضحى: يظهر للشمس, وقوله: وبخصر, يقول في البردين, وإذا ذكر العشي فقد دل على عقيب العشي, قال تعالى: (وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى) [طه/١١٩] انتهى. وقال الفراء في تفسير قوله تعالى: (ولا تضحى): لا تصيبك شمس مؤذية. وفي بعض التفسير: (ولا تضحى): لا تعرق, والأول أشبه بالصواب, قال الشاعر:

رأت رجلًا أيما إذا الشمس عارضت .. البيت

فقد بين. وقوله: وأيما بالعشي فيخصر, الظرف متعلق بما بعده, قدم عليه وجوبًا للفصل بين أما والفاء. والعشي والعشية: من صلاة المغرب إلى العتمة, كذا في «الصحاح» ويقابله الغداة, ويقال لهما: البردان والأبردان.

وإذا برد الرجل في العشي, فمن الضرورة أن يبرد بالغداة, فهو يريدهما لاستلزام أحدهما للآخر, كما أشار إليه المبرد. ويخصر بالخاء المعجمة والصاد المهملة, قال

<<  <  ج: ص:  >  >>