للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاحب «الصحاح»: الخصر بالتحريك: البرد, يقال: قد خصر الرجل إذا آلمه البرد في أطرافه, يقالك خصرت يدي, وخصر يومنا: اشتد برده, وماء خصر: بارد. انتهى.

وكأن الدماميني لم يقف على الأبيات, فإنه قال في «المزج»: يقول: رأت رجلًا فقيرًا لاثياب له, فهو إذا ارتفعت الشمس, يبرز لها ليدفا, وإذا جاء العشاء آله البرد. هذا كلامه, وهو خلاف المقصود. وأتعجب من شيخنا الخفاجي لنقله هذا الكلام وإقراره, ولم ينتقده بتأمل السياق والسباق من القصيدة. وقوله: أخا سفر, هو صفة أخرى لقوله: رجلًا. ولاجواب: صيغة مباتغة, من جاب الأرض يجوبها جوبًا, إذا قطعها بالسير, والتقاذف: الترامي. والفلاة: الأرض التي لا ماء فيها, والأشعث: وصف من شعث الشعر شعثًا فهو شعث, من باب تعب, أي: تغير وتلبد للقلة تعهده بالدهن, ورجل أشعث, وأمرة شعثاء: والشعث أيضًا: الوسخ, ورجل شعث: وسخ الجسد, وشعث الرأس أيضًا, وهو أشعث أغبر, أي: من غير استحداد ولا تنظف.

وقوله: قليلا على ظهر المطية .. الخ, هذا وصف آخر للرجل. والراداء: ما يلبس على النصف الأعلى, والإزار: ما يلبس في النصف الأسفل, وهما إذا كانا من جنس واحد حلة والمحبر بالحاء المهملة: المزين والمنقش, يقال: حبرت الشيء حبرًا, من باب قتل: إذا زينته وحبرته, بالتشديد مبالغة.

قال المبرد في «الكامل»: ومما يستظرف في النحاقة قول ابن أبي ربيعة:

رأت رجلًا أيما إذا الشمس عارضت .. إلى قوله. الرداء المحبر .. الأبيات الثلاثة.

ومن أعجب ما قيل في النحافة قول مجنون بني عامر:

ألا إنما غادرت يا أم ما لك ... صدى أين ما تذهب به الريح يذهب

<<  <  ج: ص:  >  >>