للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الإفراط فيه قول آخر:

فلو أن ما أبقيت مني معلق بعود ثمام ما تأود عودها

انتهى. والنحافة التي ذكرها إنما هي في البيت الثالث, وبيانها أن العرب تستعمل القلة بمعنى الحقارة, فيقولون لكل شيء حقير: قليل, ويجعلون القلة أيضًا بمعنى النفي, فيقولون: قل رجل يقول ذلك إلا زيد, ويقال لشخص كل شيء: ظل, فالمعنى أنه لا شخص له من النحافة, إلا أن رداءه المحبر يعظم جسمه, فينفي عنه بعض النحافة, وهو مثل قول الآخر:

فانظر إلى جسمي الذي موهته للناظرين بكثرة الأثواب

وهذا مثل قول المتنبي:

روح تردد في مثل الخلا إذا ... أطارت الريح عنه الثوب لم يبن

وقد يجوز أيضًا أن يريد الظل بعينه, أي: لولا ظل ثوبه لم يكن لظل جسمه ظل يرى, وقيل: معنى ظله: استطلاله, أي: لا يأوي إلى ظل, فلا ينفي عنه حر الشمس إلا ما كان من ردائه.

وهذه القصيدة مع طولها أوردها القالي في «أماليه» ومحمد بن المبارك بن محمد بن ميمون في «منتهى الطلب من أشعار العرب» ونحن قد سقناها بتمامها في الشاهد التسعين بعد الثلاثمائة من شواهد المحقق الرضي. قال المبرد في «الكامل»

<<  <  ج: ص:  >  >>