للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الفراء: "أو" هنا بمعنى واو العطف، أراد: إن بها أكتل ورزاما، وهما خاربان. انتهى. وتصغير خويرب للتعظيم، والخارب: بالخاء المعجمة والراء المهملة، قال الأعلم: والخارب: اللص، ويقال: هو سارق الإبل خاصة، والصحيح أن كل لص خارب، لقوله بعد هذا:

لم يتركا لمسلم طعاما

ولقول آخر:

والخارب اللِّص يحبُّ الخاربا

فجعله شائعًا لكل لص. ومعنى ينقفان الهام: يستخرجان دماغها، وهذا مثل ضربه لعلمهما بالسرقة، واستخراجهما لأخفى الأشياء وأبعدها قرارًا. انتهى كلامه. وتبع في تفسير الخارب أنه مطلق اللص أبا جعفر النحاس، ويأتي تفسير علي بن حمزة البصري للخرابة، وجواب ما استدلا به. وفي "الصحاح": والخارب: اللص، قال الأصمعي: هو سارق البعران خاصة، والجمع الخراب، يقول منه: خرب فلان إبل فلان يخرب خرابة، مثل: كتب كتابة. انتهى.

وفي "كامل" المبرد: وكان أبو الهندي، وهو عبد المؤمن بن عبد القدوس ابن شبث بن ربعي الرياحي من بني رياح بن يربوع، قد غلب عليه الشراب على كرم منصبه وشرف أسرته حتى كاد يبطله. وكان عجيب الجواب، فجلس إليه رجل مرة يعرف ببرزين المناقير، وكان أبوه صلب في خرابة – والخرابة عندهم: سرق الإبل خاصة – فأقبل يعرض لأبي الهندي بالشراب، فلما أكثر عليه قال أبو الهندي: أحدهم يرى القذاة في عين أخيه، ولا يرى الجذع في است أبيه!

<<  <  ج: ص:  >  >>