وقرى: بضم القاف وتشديد الراء وألف مقصورة، قال أبو عبيد البكري في "معجم ما استعجم": هو موضع ببلاد بني الحارث، وقال أبو حنيفة: هي ماءة قريبة من تبالة، وقد أضافه [جعفر بن] علبة الحارثي إلى سحبل، فدل أنهما متصلان، قال: ألهفى بقرى سحبل ... البيت، ثم قال:
لهم صدر سيفي يوم بطحاء سحبل ... البيت
انتهى. وسحبل بفتح السين، وسكون الحاء المهملتين، وفتح الموحدة بعدها لام، قال ياقوت في "معجم البلدان": هو موضع في ديار بني الحارث بن كعب، كان جعفر بن علبة الحارثي يزور نساء بني عقيل، فنذر به القوم، فقبضوه، وكشفوا دبر قميصه وربطوه إلى جمته، وجعلوا يضربونه بالسياط، ويقبلون ويدبرون به على النساء اللواتي كان يتحدث إليهن حتى فضحوه، وهو يستعفيهم ويقول: يا قوم القتل خير مما تصنعون! فلما بلغوا منه مرادهم أطلقوه.
فمضت أيام، وأخذ جعفر أربعة رجال من قومه، ورصد العقيلين حتى ظفر برجل ممن كان صنع به ذلك، فقبضوا عليه، وفعلوا به شرًا مما فعل بجعفر، ثم أطلقوه، فرجع إلى الحي فأنذر بهم، فتبعهم سبعة عشر فارسًا من بني عقيل حتى لحقوا بهم بواد يقال له "سحبل"، فقاتلهم جعفر، فيقال: إنه قتل فيهم حتى لم يبق من العقليين إلا ثلاثة نفر، وعمد إلى القتلى، فشدهم على الجمال وأنفدهم مع الثلاثة إلى قومهم، فمضى العقيليون إلى والي مكة إبراهيم بن هشام المخزومي، وقيل: السري ابن عبد الله الهاشمي، فطلب جعفرًا ومن كان معه يومئذ، حتى ظفر بهم وحبسهم، فذلك قول جعفر بن علبة في محبسه:
ألا لا أبالي بعد يوم بسحبل ... إذا لم أعذَّب أن يجيء حماميا