للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويؤثر جاره بطعامه. انتهى. والحشا كما في "المصباح": هو المعا، والجمع أحشاء وأمعاء. ومحافظة: علة لأطوي، ومحاذرة: علة لطاوي، و"من" في الأولى متعلقة بمحافظة، وفي الثانية بمحاذرة، والمعنى: لأجل المحافظة لنفسي، والمحاذرة لها من أن يقال في حقي: هو لئيم، وفي الدنيء الأصل الشحيح النفس.

وقوله: لأستحيي رفيقي، في "المصباح": واستحيا منه، وهو الانقباض والانزواء، قال الأخفش: يتعدى بنفسه وبالحرف فيقال: استحييت منه واستحييته. انتهى. يقول: إذا أكلت مع ضيفي في زمن الجدب استحيي منه، فأدع الأكل وأوثره بالطعام حتى يشبع وأوهمه أني آكل معه، والحال أن ظلام الليل مانع من أن يرى كل منا يد الآخر، فجملة "ودونه" إلى آخر البيت: حال من الفاعل والمفعول معًا. وقوله: ودونه، أي: دون يده، بقرينة: ودون يدي. وداجي الظلام: من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف، والداجي: الساتر، قال الأصمعي: دجا الليل إنما هو ألبس كل شيء وليس هو من الظلمة، ومنه داجيته، أي: داريته، كأنك ساترته العداوة. والبهيم، قال الأزهري في "التهذيب": هو الذي لا يخلط لونه لون سواه من سواد كان أو غيره.

وحاتم الطائي: هو حاتم بن عبد الله الطائي الجواد المشهور المضروب بجوده المثل، أدرك مولد النبي صلى الله عليه وسلم، ومات قبل مبعثه. ونقل ابن وحيي عن "تاريخ القدس الشريف" أنه مات سنة ثمان من الهجرة فعليه يكون أدرك البعثة، والله تعالى أعلم. وابنه عدي بن حاتم صحابي جليل مشهور. روى ابن قتيبة في كتاب "الشعراء" أن امرأته النوار قالت: أصابتنا سنة اقشعرت لها الأرض، وضنت المراضع على أولادها، فوالله إني لفي ليلة شديدة البرد، بعيدة ما بين طرفيها، إذ تضاغى أولادنا عبد الله وعدي وسفانة، فقام إلى الصبيين، وقمت إلى الصبية، فوالله ما سكتوا إلا بعد هدأةٍ من الليل، ثم ناموا ونمت

<<  <  ج: ص:  >  >>