الفاعل، وليلى: المفعول الثاني، وجملة: أرسلت .. إلخ، في موضع المفعول الثالث، وقوله: بشفاعة، قال المرزوقي والتبريزي والطبرسي: أي: خبرت أن ليلى أرسلت إلي ذا شفاعة في بابها، تطلب به جاهًا عندي، مستكفية من ذكرها في الشعر، وعن إتيانها، أو ما يجري مجراه، ثم قال: هلا جعلت نفسها شفيعها، فقوله بشفاعة: فيه حذف المضاف، وإقامة المضاف إليه مقامه. انتهى. يريد بالمضاف المحذوف "ذو"، أي: بذي شفاعة، وذو الشفاعة: هو الشفيع، وهو تعسف. والجيد تقدير مفعول لأرسلت، أي: أرسلت رجلًا بشفاعة، وهو الشفيع، فإن أرسل يتعدى بنفسه إلى المرسل، وبالباء إلى ما يصحب المرسل كالخبر والهدية، كقوله تعالى:(أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى)[الفتح/ ٢٨].
وقوله: أأكرم من ليلى: الاستفهام إنكار وتقريع، أنكر منها استعانتها عليه بالغير، وقوله: فتبتغي، منصوب في جواب الاستفهام، لكنه سكّنه ضرورة، و"أم" متصلة. يقول: أيُّ هذين توهمت؟ أطلب إنسان أكرم علي منها، أم اتهامها لطاعتي لها؟ وخبر أكرم محذوف، والتقدير: أأكرم من ليلى موجود، أو في الدنيا. قال ابن الشجري في "أماليه": في البيت إعادة الضمير من أطيعها ضمير متكلم وفاقًا لكنت، ولم يعد ضمير غائب وفاقًا لامرئ، على حد قوله تعالى:(بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)[النمل/٥٥]. والبيتان للصمة بن عبد الله القشيري، قال أبو رياش: كان من خبر هذه الأبيات أن الصمة بن عبد الله كان يهوى ابنة عم له تسمى ريا، فخطبها إلى عمه، فزوجه على خمسين من الإبل، فجاء إلى أبيه فسأله فساق عنه تسعًا وأربعين، فقال أكملها. فقال: هو عمك، وما يناظرك بناقة ناقصة، فساق الإبل إلى عمه، فقال: إنما ههنا تسع وأربعون! فقال: سألت أبي إكمالها، فقال: هو عمك،