للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقصواء، بفتح القاف والمد: اسم ناقته. والقصواء من الإبل: المقطوعة طرف الأذن، ومعدة: مهيأة؛ اسم مفعول من أعددته إذا هيأته، والأوجر، وكذا الأوجل: الخائف، يقال: وجرت منه ووجلت، كلاهما بالجيم، من باب تعب: إذا خفّت.

وقوله: كثور العداب: شبه ناقته القصواء بثور وحشي في نشاطها وقوتها وسرعتها، والعداب، بفتح العين والدال المهملتين: منقطع الرمل حيث يذهب معظمه ويفضي إلى الجدد، وخصّه لأن بقر الوحش تألفه لخصبه، وخوفًا من القانص، فإذا جاءها القانص امتنعت بركوب الرمل، فلا تقدر الكلاب عليها.

وقد أورد ابن قتيبة هذا البيت في باب المطر من أوائل "أدب الكاتب" قال: والعرب تسمي النبت ندى، لأنه بالمطر يكون، وتسمي الشحم ندى، لأنه بالنبت يكون، وأنشد البيت. وقال: فالندى الأول: المطر، والندى الثاني: الشحم. انتهى. قال شارحه ابن السِّيد البطليوسي: وقوله: يضر به الندى، يريد أنه في سلوة من العيش وخصب، فهو أقوى له، ويحتمل أنه يريد أنه بات والمطر يضربه. وقوله: تعلى الندى ... إلخ، يقول: سمن أعلاه وأسفله، والندى ههنا: الشحم، سمي ندى لأنه عن الندى يكون، وهذا يسمى: التدريج، ومعناه: أن يدرج الشيء من حال إلى حال، فيسمى الشيء باسم ما هو سبب له، فمنه ما يسمى بالسبب الأقرب، ومنه ما يسمى بالسبب الأبعد، فمما سمي بالسبب الأقرب قولهم للقوة: طرق، لأنها تكون عن الطرق – بالكسر فيهما – وهو الشحم، ومما سمي بالسبب الأبعد قوله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ) [الأعراف/ ٢٦] ولم ينزل الله اللباس بعينه، وإنما أنزل المطر فأنبت النبات ثم رعته

<<  <  ج: ص:  >  >>