للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دفناه الساعة، وأنت الغريب الذي يبكي عليه ولست تعرفه! وهذا الذي خرج من قبره أمسُّ الناس رحمًا به، وأسرهم بموته! فقال له معاوية: لقد رأيت عجبًا، فمن الميت؟ قال: عثير بن لبيد العذري. انتهى.

وأورد أبو علي القالي في أواخر "أماليه" ستة أبيات منها عن ابن دريد عن أبي حاتم عن الأصمعي مبتورة، ولم يذكر حكايتها ولا حاكيها ولا قائلها.

وقوله: يا قلب إنك في أسماء، أي: حبها، وباح بالشيء: إذا أفشاه، وما: نافية، وأخفيته منه: سترته منه، ومن متعلقة بتخفيه، وحتى: غائية بمعنى إلى، وجرت بك، أي: بإفشائك الحب وبخبرك، والجري هنا: العدو، وأطلاقًا: ظرف، جمع طلق – بفتحتين – وهو الشوط، وقال ابن خلف وغيره: جمع طلق – بضمتين – وهي التي لا تُعقل ولا تُقيّد، وهذا غير مناسب هنا، والمحاضير: الخيل السراع، جمع محضير، مأخوذ من الحضر، بالضم، وهو شدة العدو، ومحاضير: فاعل جرت، يريد: إن حبك لأسماء قد شاع ووصل إلى البلدان والبقاع. وقوله: فاستقدر الله خيرًا، أي: اطلب منه تعالى أن يقدر لك خيرًا، والعسر: مبتدأ خبره محذوف، وهو موجود. ومياسير: فاعل دارت، أي: حدثت وحلت في موضع العسر، يقال لأحوال الدنيا المختلفة: هي تدور، لأن بعضها يأتي في إثر بعض، وهو جمع ميسور بمعنى اليسر.

وهذا البيت من شواهد سيبويه، أورده في باب من أبواب مباحث نون التوكيد، قال: اعلم أن الياء التي هي لام، والواو التي بمنزلتها، إذا حذفتها في الجزم، ثم ألحقت الخفيفة أو الثقيلة أخرجتها كما تخرجها إذا جئت بالألف للاثنين، لأن الحرف يبنى عليها كما يبنى على تلك الألف، وما قبلها مفتوح كما يفتح ما قبل الألف، وذلك قولك:

<<  <  ج: ص:  >  >>