ارمينَّ زيدًا، وأخشينَّ زيدًا، واغزون: قال الشاعر:
استقدر الله خيرًا ... البيت
وقوله: وبينما المرء ... إلخ، الأحياء: جمع حي، خلاف الميت، ويجوز أن يكون بمعنى القبيلة، والمغتبط: اسم فاعل من الاغتباط، وهو التبجح بالحال الحسنة، والرمس: القبر، ويعفوه: يدرسه ويمحو أثره، والضمير للرمس. والأعاصير: جمع عصار، وهي الريح التي تهب بشدة.
وهذا البيت والذي قبله أوردهما ابن جني في بحث الفاء من "سر الصناعة" على أن "إذ" و"إذا" فيهما بمنزلة الفاء الرابطة للجواب، فإنه قال بعد تقرير الفاء الرابطة: هذا كله يؤكد لك أن جواب الشرط سبيله أن يكون كلامًا لا يحسن الابتداء به، ولهذا أيضًا ما جاز أن يجازى بإذا التي للمفاجأة، نحو قوله تعالى:(وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ)[الروم/ ٣٦] فقوله: (إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ) في موضع قنطوا، وإنما جاز لإذا هذه أن يجاب بها الشرط، لما فيها من المعنى المطابق للجواب، وذلك أن معناها المفاجأة، ولابد هناك من عملين، كما لابد للشرط وجوابه من فعلين، حتى إذا صادفه ووافقه؛ كانت المفاجأة مسببة بينهما، حادثة عنهما، وذلك قولك: خرجت فإذا زيد، فتقدير إعرابه: خرجت فبالحضرة زيد، فإذا التي هي ظرف في معنى قولنا: بالحضرة زيد، فزيد: مرفوع بالابتداء، والظرف قبله خبر عنه، فهذا تقدير الإعراب. وأما تفسير المعنى فهو: خرجت ففاجأت زيدًا، وإن شئت: ففاجأني زيد، لأن فاعلت في أكثر أحوالها إنما تكون من اثنين، فلما ذكرت لك من حال إذا هذه، وأن معناها المفاجأة والموافقة، ووقوع الأمر مسببًا من غيره؛ ما جاز أن يجازى بها.