يمنع منه أن يقرب، يقال: جعل فلان أرضه حمى: إذا منعها من أن تقرب، ويقال: حماها يحميها، إذا منع منها من أن تقرب، وأحماها يحميها إحماء؛ إذا جعلها حمى لا تقرب. وللعرب حميان معروفان: حمى الرّبذة، وحمى ضريّة. انتهى.
وقال أبو طالب: المفضل بن سلمة الضبي في كتاب "الفاخر": قولهم: من عزَّ بزَّ، قال الأصمعي: يقال: عزه يعزه؛ إذا غلبه. يعني: من باب نصر، وبز: سلب، يقال: بززته ثيابه، أي: سلبته، فمعنى الكلام: من غلب سلب، قالت الخنساء:
كأن لم يكونوا حمىً يتقى ... البيت
والبزة: الثياب والسلاح، ومنه قولهم: فلان حسن البزة، أي: حسن اللباس والثياب وأول من قال: من عز بز، رجل من طي، يقال له: جابر بن رألان، أحد بن ثعل، وكان من حديثه أنه خرج ومعه صاحبان له، حتى إذا كانوا بظهر الحيرة، وكان للمنذر بن ماء السماء يوم يركب فيه، فلا يلقى أحدًا إلا قتله، فلقي في ذلك جابرًا وصاحبيه، فأخذتهم الخيل بالثويَّية، فأتي بهم المنذر، فقال: اقترعوا، فأيكم قرع خلَّيت سبيله، وقتلت الباقين، فاقترعوا، فقرعهم جابر، فخلى سبيله وقتل صاحبيه، فلما رآها يقادان ليقتلا قال: من عز بز، وقال في ذلك شعرًا تركناه.
وقولها: هم منعوا جارهم ... إلخ، قال الأخفش: اللجاة: الذين يلجؤون إليهم. ويحفز: يدفع، حفزًا: دفعًا. انتهى. ورواه المبرد وابن الشجري كذا:
وهم منعوا جارهم والنساء ... يحفز أحشاؤها الخوف حفزا
روي برفع أحشاء، ونصب الخوف، وبالعكس.
وقولها: غداة لقوهم بملومة ... إلى آخر البيتين، وهما ساقطان من رواية