سنة، وإذا هو من أفصح الناس، فقلت متعنتًا: هل تقول الشعر؟ فقال: وأبيك إني لأقوله وأنا دون الفطام، فأخرجت درهمًا، وقلت: امدحني وخذه، فقال: من أي العرب أنت؟ فقلت: من باهلة، وهي معروفة بالخسة، فقال: واسوأة أبي! أمدح باهليًا؟ فقلت: فاهجني وخذه، فقال: والله إني لمحتاج إليه، ولكن كلفتني شططًا فزدني معرفة، فقلت: أنا الأصمعي، فقال:
ألا قل لباغي اللُّؤم حيث لقيته ... عليك عليك الباهليَّ ابن أصمعا
متى تلق يومًا أصمعّيًا تجد له ... من اللُّؤم سربالًا قديمًا وبرقعا
ثم قال: اقذف الدرهم، لا آخذه من يد لئيم، فقذفته فأخذه.
وهجا اليزيدي الأصمعي بأبيات منها:
وما أنت هل أنت إلَّا امرؤ ... إذا صحَّ أصلك من باهله
وحنظلية: منسوبة إلى حنظلة، قال الصاغاني في "العباب": حنظلة أكرم قبيلة في تميم، يقال لهم: حنظلة الأكرمون، وأبوهم حنظلة بن مالك بن عمرو ابن تميم. انتهى.
ومنها الفرزدق، فإنه ابن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن حنظلة.