للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يجعلها مجرورة ولا مفعولة، فإنه قال في المجلس السابع والثلاثين من "أماليه" في جواب السؤال السابع من الأسئلة الثمانية التي وردت إليه من الموصل ما نصه: العامل في الظرف المصدر الذي هو اللهف، وإن جعلت "من" زائدة، على ما كان يراه أبو الحسن الأخفش من زيادتها في الواجب؛ فالتقدير في هذا القول: يا لهف نفسي غدًا، فإذا قدرت هذا جعلت إذا بدلًا من غد، فهذان وجهان واضحان، ولك وجه ثالث، وهو أن تعمل في إذا معنى الكلام، وذلك أن قوله: يا لهف نفسي، لفظه لفظ النداء، ومعناه التوجع، فإذا حملته على هذا؛ فالتقدير: أتأسف وأتوجع وقت رواح أصحابي وتخلفي عنهم. هذا كلامه. ولا يخفى أنه لا يظهر الفرق من الأول والثالث، وإنما هما شيء واحد.

وقبل هذا البيت:

ألا علِّلاني قبل نوح النَّوائح ... وقبل ارتقاء النفس فوق الجوانح

وهذان البيتان أوردهما أبو تمام. والأعلم الشنتمري في باب النسيب من "حماستيهما" لأبي الطمحان القيني، وزاد صاحب "الأغاني" وابن عبد ربه في "العقد الفريد" بعدهما:

إذا راح أصحابي تفيض دموعهم ... وغودرت في لحد عليَّ صفائحي

يقولون هل أصلحتم لأخيكم ... وما الرَّمس في الأرض القواء بصالح

أورد صاحب "العقد" هذه الأبيات الأربعة في فصل "من رثى نفسه، ووصف قبره، وما يكتب على القبر".

قوله: ألا عللاني ... إلخ، علله بكذا: أشغله وألهاه به. والنوح: رفع

<<  <  ج: ص:  >  >>