للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللام، هو اسمه، وهو المحلق بن جزء، من بني عامر بن صعصعة. وقد خالف الجمهور في قوله أن المحلق اسمه، فإنهم قالوا: اسمه عبد العزى بن حنتم بن شداد بن ربيعة بن عبد الله بن عبيد، وهو أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

وسمي محلقًا لأن فرسه عضه، فصار موضع عضه كالحلقة، فقيل له: المحلق. وقال ابن السيد البطليوسي في "شرح أبيات الجمل": وسمي المحلق لأن بعيرًا عضه في وجهه، فصار فيه كالحلقة، وقيل: بل كوى نفسه بكية شبه الحلقة، وزاد اللخمي: لأنه كان يأتي موضع الحلاق بمنى. وحكى الموصلي أنه أصابه داء فاكتوى على حلقه، فسمي المحلق. وروى أبو عبيدة: المحلق بكسر اللام، وروى الأصبهاني بفتحها.

أقول: الذي رواه الصاغاني في "العباب" عن أبي عبيدة فتح اللام، وقال: لقّب المحلق لأن حصانًا له عضه في خده، فكانت العضة مثل الحلقة. وقال غيره: بل كان أصابه سهم غرب، فكوي بحلقة مقراض، فبقي أثرها في وجهه. انتهى.

وقوله: كان يأتي موضع الحلاق، ذلك الموضع يقال له المحلق، بفتح اللام أيضًا، قال الفرزدق:

بمنزلة بين الصَّفا كنتما بها ... وزمزم والمسعى وعند المحلَّق

وقال آخر:

كلاَّ وربِّ البيت والمحلَّق

قال ابن السيد: لما كان من شأن المتحالفين أن يتحالفوا على النار، جعل الندى

<<  <  ج: ص:  >  >>