فقط. وقال القالي في أواخر «أماليه»: حدثني أبو يعقوب وراق أبي بكر ابن دريد, وكان من أهل العلم قال: أخبرني مسيح بن حاتم قال: أخبرنا سليمان بن أبي شيخ, قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي قال: تزوج رجل من أهل تهامة امرأة من أهل نجد, فأخرجها إلى تهامة, فلما أصلبها حرها قالت: ما فعلت ريح كانت تأتينا ونحن بنجد يقال لها: الصبا؟ فقال لها: يحجبها عنك هذان الجبلان فقالت:
أجد بردها أو تشف مني حرارة ... على كبد لم يبق إلا صميمها
فإن الصبا ريح إذا ما تنسمت ... على نفس مهموم تجلت همومها
انتهى. والظاهر عندي أنها تمثلت بهذا الشعر وليس لها.
ونعمان بفتح النون: فعلان, من نعمة العيش وهو غضارته وحسنه, وهو نعمان الأراك, وهو واد ينتبه ويصب إلى ودان, بلد غزاه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم, وهي بين مكة والطائف, وقيل: واد لهذيل على ليلتين من عرفات, وقال الأصمعي: نعمان: واد يسكنه بنو عمرو بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل, بين أدناه ومكة نصف ليلة, به جبل يقال له المدراء, وبنعمان [من] بلاد هذيل وأجبالها الأصدار, وهي صدور الوادي يجيء منها العسل إلى مكة, وقول بعض الأعراب فيه دليل على أنه واد:
ألا أيها الركب اليمانون عرجوا ... علينا فقد أضحى هوانا يمانيا