نسائلكم هل سال نعمان بعدكم ... وحب إلينا بطن نعمان واديًا
عهدنا به صيدًا كثيرًا ومشربًا ... به ينقع القلب الذي كان صاديا
هذا ما قاله ياقوت الحموي في «معجم البلدان» وقال أبو عبيد البكري في «معجم ما استعجم»: نعمان وادي عرفة دونها إلى منى, وهو كثير الأراك, انتهى. قال الدماميني: إن قلت: على ماذا يعود الضمير في قوله: نسيمها؟ قلت: يحتمل أن يعود على النسيم الأول, وهو المضاف إلى الصبا, ويختلف حينئذ المراد بها, فيراد بالنسيم الأول ريح الصبا والإضافة للبيان, ويراد بالنسيم الثاني نفس الريح الضعيف, قال في «المحكم»: والنسيم نفس الريح إذا كان ضعيفا, ويحتمل أن يعود الضمير على محبوبته, سواء جرى ذكرها [قبل] أو لم يجر, أما إن جرى فواضح, وأما أن لم يجر لها ذكر, فلتنزيلها منزلة المذكور المعلوم, لأنها حاضرة عنده لا تغيب عنه ولا يفتر عن ذكرها بحسب الادعاء. انتهى.
أقول: إن لم يجر ذكرها في هذا الشعر فقد جرى ذكرها في منشئه.
وقال السيوطي: ويحتمل أن يكون النسيم الثاني عين الأول, من إقامة الظاهر مقام الضمير, والضمير للصبا, انتهى.
فيكون نكتته التلذذ بذكر لفظ النسيم كما يتلذذ بهبوبها, ويجوز أن يكون