للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحشرج: الماء العذب من ماء الحسي، قلت: الحشرج الماء الذي تحت الأرض، لا يفطن له في أباطح الأرض، فإذا حفر عنه وجه الأرض قدر ذراعين جاش بالماء الرواء، وتسميها العرب الأحساء، ومنه قوله: فلثمت فاها آخذًا بقرونها .. البيت، وقيل: هو الحسي الحصب، وروي أبو عمرو عن أبي العباس أنه قال: الحشرج: النقرة في الجبل يجتمع فيها الماء فيصفو، قال: وقال المبرد: الحشرج في هذا البيت: الكوز الرقيق الحاري، والنزيف: السكران، ويكون المحموم، انتهي كلامه. وهذا خلاف ما نقلناه من "كامل المبرد" والحاريّ، بالحاء المهملة وتشديد الياء: نسبة إلى الحيرة بالكسر، وهي بلد قرب الكوفة، وقال صاحب "الأغاني" بسند له إلى أبي بكر القرشي أنه قال: كان عمر جالسًا بمني على فناء مضربه، وغلمانه حوله، إذا أقبلت امرأة عليها أثر النعمة، فسلمت فرد السلام عليها، فقالت له: أنت ابن أبي ربيعة؟ قال: نعم، قالت: هل لك في محادثة أحسن الناس وجهًا، وأتمهن خلقًا، وأكملهن أدبًا، وأشرفهن حسبًا؟ قال: ما أحبّ إليّ ذلك! قالت: على شرط أن تمكنني أن أربط عينيك وأقودك، حتى إذا توسطتُ المحل الذي أريد حللت عنك، ثم أفعل ذلك عند إخراجك، قال: شأنك، ففعلت، فلما كشفت عن وجهي، فإذا أنا بامرأة على كرسي لم أر مثلها جمالاً، فسلمت وجلست، فقالت: أنت عمر ابن أبي ربيعة؟ قلت: نعم، قالت: أنت الفاضح للحرائر؟ قلت: وما ذاك، جعلني الله فداك؟ ! قالت: بقولك:

قَلت وعيشِ أخي وحرمةِ والدي ... إلى آخر الأبيات الأربعة

قم فاخرج، فقامت المرأة، فشدت على عيني ثم أخرجتي حتى انته إلى مضربي وتركتني وانصرفت، ودخلني من الكآبة والحزن ما الله عالم به، وبت ليلتي، فلما أصبح إذا أنا بها، فقالت: هل لك في العود؟ قلت: شأنك،

<<  <  ج: ص:  >  >>