للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففعلت مثل ما فعلت بالأمس حتى انتهت بي إلى ذلك الموضع، وإذا بتلك الفتاة على الكرسي، فقالت: إيه يا فضاح الحرائر، قلت: بماذا جعلني الله فداك؟ قالت: بقولك:

وناهدةِ الثَّديينِ قلت لها أتّكِى ... على الَّرملِ من جنباته لم توسَّد

فقالت على أسمِ الله أمرك طاعةُ ... وإن كنتُ قد كُلِّفت ما لم أعوَّدِ

فلمَّا دَنا الإصباحُ قالت فضحتَنِني ... فقم غير مطرود وإن شئت فازددِ

فبتنا دُوَين الحيِّ يضر بنا الهوي ... نَلَذُّ كما شئنا وإن لم نُجَرَّدِ

وقامت كمثل الغصن يهتز رِدفها ... وتَلقطُ شيئًا من جُمانٍ مُبَدَّدِ

قَدِ أزددتُ منها وأتَّشَحتُ بمرطهَا ... وأشفيتُ نفسي من رضاب مُبرَّدِ

قم فاخرج عنا، فخرجت، ثم رددت فقالت: لولا خوف الرحيل، ومحبتي لمناجاتك والاستكثار من محادثتك لأقصيتك، هات الآن فحدثني وأنشدني، فكلمت أدب الناس وأعلمهم بكل شيء، ثم نهضت وأبطأت العجوز، وخلا البيت، فإذا أنا بتور فيه خلق، فأخذته وخبأته في ردني، ثم جاءت العجوز فشدت علي عيني، وجعلت تقودين حتى إذا صرت على باب المضرب، أخرجتُ يدي فضربت بها على باب المضرب ثم صرت على مضر بي فدعوت غلماني وقلت: أيكم يقف لي على باب مضرب عليه خلوق كأنه أثر كف فهو حر، وله خمسمائة درهم، فلم ألبث أن جاءني بعضهم فقال: قم، فنهضت معه، فإذا أنا بالكف طرية، وإذا المضرب مضرب فاطمة بنت بن الملك بن مروان، فأخذت في أهبة السفر، فلما نفرت

<<  <  ج: ص:  >  >>