للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليها العوامل اللفظية، وبجل على خلاف هذا، وإثبات هذه الأمور لها دونه خرط القتاد. وأما بجل فإن نون الوقاية تلحقها، وحسب لا تلحقها ولا في الندرة، ولا يجب لحاق نون الوقاية لبجل مع الياء، بل يجوز بمرجوحية، كما قال الرضي والمصنف؛ قال الرضي في "باب المضمر": يجوز إلحاق نون الوقاية في أسماء الأفعال لأدائها معنى الفعل، ويجوز تركها أيضًا لأنها ليست أفعالاً في الأصل، حكى يونس: عليكني، وحكى الفراء: مكانكني. انتهى. وقال الشاطبي في "شرح الألفية": حكى سيبويه في أسماء الأفعال: عليكني، وعليكي. وقد نص ابن مالك في "شرح التسهيل" على جواز إلحاق النون في اسم الفعل مطلقًا. انتهى.

وبما نقلناه يتعجب من قول الدماميني هنا: هذا مشكل، لأنها حيث تكون اسم فعل بمعنى يكفي فالنون واجبة لا نادرة، نعم إذا كانت بمعنى حسب جاز الأمران، إلا أن ترك النون أعرف من إثباتها، فندور: يجلني - بالنون - إنما هو إذا كانت بمعنى حسب لا بمعنى يكفي. هذا كلامه. وقول الرضي: إلا أن الضمير قد يحذف من بجل بخلاف قد وقط؛ يعني: قد تستعمل مجردة من إلحاق ضمير المتكلم والمخاطب كما في البيتين، فإن بجل الثانية تأكيد للأولى، وليس معها الياء، وكقول الآخر.

ردّوا علينا شيخنا ثمّ بجل

يريد: بجلكم، أي: كفوا وانتهوا، وقوله: بخلاف قد قط؛ يرد عليه قول النابغة في الأول:

قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا ... إلى حمامتنا أو نصفه فقد

<<  <  ج: ص:  >  >>