للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا أن يدعى أن الرواية: فقدي. ويرد عليه في الثاني قولهم: فقط، إلا أن يقول: تصرِّف فيها بزيادة الفاء.

وزعم العيني في قول طرفة أن بجل الثانية حرف بمعنى نعم، ومع هذا هي تأكيد لبجل الأولى. وفيه: إن بينهما تغاير نوعية، فكيف يؤكد أحدهما الآخر! وشذ ابن جني في إعرابه بجعل "بجل" هذه حرفًا. قال أبو حيان في "تذكرته": بجل بمعنى حسب، وهي اسم، وقال ابن جني في بعض كتبه: إنها حرف، وجرأه على ذلك تعريها من علامات الأسماء قاطبة، وليس في بجلي حجة، لأنك تقول: مني وعني، ويؤيد أنها حرف كونها في معنى حسب، ويليها الضمير مثلها وإن لم تتصرف تصرفها، وأما قول الشاعر:

لمَّا رأت معشرًا قلَّت حمولتهم ... قالت سعاد أهذا ما لكم بجلا

فيحتمل أن يكون منصوبًا على الحال، كأنه قال: أهذا ما لكم جميعًا، وقطعها عن الإضافة، ويجوز أن يكون حرفًا على رأي ابن جني، وحرك اللام للضرورة. انتهى كلام أبي حيان.

تتمة: قال أبو حيان بعد هذا: حسبك درهمان، الصحيح أنهما مبتدأ وخبر بدليل دخول الناسخ، قال تعالى: {فإنَّ حسبك الله} [الأنفال/ ٦٢] وقال الشاعر:

إني وجدت من المكارم حسبكم ... أن تلبسوا خزَّ الثِّياب وتشبعوا

وقال قوم: حسبك، مبتدأ، ودرهمان: مرتفع به سد مسد الخبر، كأنه قال: ليكفك درهمان. ومن قال هذا لم يقل: كان حسبك درهمين، لأن

<<  <  ج: ص:  >  >>