تتمة: قال أبو علي في «البغداديات»: ذكر سيبويه: لئن أتيتني لأفعلن, ونحوه:{ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا}[الروم/٥٨] فزعم أن الذي يعتمد عليه اليمين اللام الثانية, فاعتل أبو إسحق لذلك في تفسيره عند قوله تعالى:{ولقد علموا لمن اشتراه}[البقرة/١٠٢] بأن قال: اللام الثانية هي لام القسم في الحقيقة, لأنك إنما حلفت على فعلك لا على فعل غيرك في قولك: والله لئن جئتني لأكرمنك, وهذا الذي اعتل به فاسد جدًا ضعيف, وذلك أنه لو قال: والله لئن جئتني ليقومن عمرو, فإن الحالف إنما حلف على فعل غيره, فهذا بين الفساد, ولكن مما يدل [على أن الاعتماد على اللام الثانية, أو ما يقوم مقامها مما يتلقى به القسم] قول كثير:
لئن عاد لي عبد العزيز ... البيت
فلو كان الاعتماد على اللام في لئن دون لا أقيلها, لوجب أن ينجزم الفعل بعد «لا» بالجزاء, فلما ارتفع الفعل علمت أن معتمد اليمين إنما هو على اللام الثانية, انتهى.
ولا يخفى أنه يرد عليه أيضًا أنه إنما لم ينجزم الفعل لكون الشرط ماضيًا كما ذكرناه في جواب الدماميني.
والبيتان من أبيات لكثيرة عزة ألحقيا بقصيدة مدح بها عبد العزيز بن مروان أخا عبد الملك بن مروان, وقبلهما:
عجبت لتركي خطة الرشد بعدما ... بدا لي من عبد العزيز قبولهما
وبعدهما:
فهل أنت إن راجعتك القول مرة ... بأحسن منها عائد فمقيلها
وكان عبد العزيز أعجبه قوله في القصيدة التي مدحه فيها هذا البيت: