للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا ثقلت الدرع على لابسها رفع ذيلها فعلقه بالكلاب الذي في غمد السيف ليخفّ عليه.

وقوله: تلكم مع التقوى .. الخ، قال السهيلي: هذا من أجود الكلام، انتزعه من قول الله عز وجل: (ولباس التَّقوى ذلك خيرٌ) [الأعراف/ ٢٦] وموضع الإجادة أنه جعل لباس الدروع تبعًا للباس التقوى، لأن حرف "مع" يفيد أن ما بعده هو المتبوع وليس بتابع. ويوم الهياج: يوم القتال، والمصدق كجعفر: الحملة الصادقة على العدو، يقال للرجل الشجاع، والفرس الجواد: إنه لذو مصدق، أي: صادق الحملة، وصادق الجري، كأنه ذو صدق. وقوله: نصل السيوف .. الخ، هذا المعنى كثير في الجاهلية والإسلام، فمن الجاهلية الأخنس بن شهاب قال:

إذا قصرت أسيافنا كان وصلها ... خطانا إلى أعدائنا فنضارب

وقدمًا: بضمتين، وهو المضي إلى قدَّام. قال الجاحظ في "البيان": إن الفارس ربما زاد في طول رمحه ليخبر عن فضل قوته، ويخبر عن قصر سيفه، ليخبر عن فضل نجدته، وأنشد هذا البيت ونظائره.

وقوله: فترى الجماجم .. الخ، اشتهر في كتب النحو: تذر الجماجم، ليعرى من التعلق بما قبله. والرؤية بصرية، والجماجم: مفعول، وضاحيًا: حال سببية من الجماجم، وهاماتها: فاعل ضاحيًا، وهو من ضحا يضحو: إذا ظهر وبرز عن محله، وفي "الصحاح": الجمجمة: عظم الرأس المشتمل على الدماغ، وربما عبّر عن الإنسان، فيقال: خذ من كل جمجمة درهمًا، كما يقال: خذ من كل رأس، بهذا المعنى، وفيه أيضًا: الهامة من الشخص: رأسه، وفرق بينهما الزجاج في كتاب "خلق الإنسان" بجعل الهامة بعضًا

<<  <  ج: ص:  >  >>