للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجل ليجمع علي عذاب الدنيا والآخرة. إلى هنا كلام الصفدي، ومن خطه نقلت.

وأنشد جحظة لأبي الصقر:

ما آن للمعشوق أن يرحما ... قد أنحل الجسم وأبكى الدَّما

ووكَّل العين بتسهيدها ... تفديه نفسٌ ظالما حكَّما

وسنَّة المعشوق أن لا يرى ... في قتل من يعشقه مأثما

لو راقب الله شفا غلَّتي ... فالعدل أن يبرئ من أسقما

وأقول: إن وصفهم أبا الصقر بالجود والبلاغة في الشعر والكتابة ينافي ما عامل ابن الرومي من سوء الفهم والحرمان، في مقابلة تلك التي تستحسنها كملة الأذهان وتدخل بلا إذن في الآذان! ولقد أجاد ابن الرومي في قوله فيه بعد ذلك في نكبته:

خفِّض أبا الصَّقر فكم طائرٍ ... خرَّ صريعًا بعد تحليق

زوِّجت نعمى لم تكن كفأها ... فصانها الله بتطليق

لا قدست نعمى تسربلتها ... كم حجةٍ فيها لزنديق

وقال فيه أيضًا:

لا زال يومك عبرةً لغدك ... وبكت بشجوٍ عين ذي حسدك

فلئن نكبت فطالما نكبت ... بك همَّةٌ لجأت إلى سندك

لو تسجد الأيَّام ما سجدت ... إلّا ليومٍ فتَّ في عضدك

<<  <  ج: ص:  >  >>