للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول ابن الرومي في تلك القصيدة النونية: كالقوس تصمي الرمايا وهي مرنان .. أعاد هذا المعنى في قصيدة يصف فيها قوس البندق:

لها رنَّة أولى بها من تصيبه ... وأجدر بالإعوال من كان موجعا

وقوله فيها: كأنه الناس طرًا وهو إنسان. مأخوذ من قول أبي نواس:

وليس لله بمستنكرٍ ... أن يجمع العالم في واحد

وهذه ترجمة ابن الرومي من "تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي:

علي بن العباس بن جريج أبو الحسن مولى عبيد الله بن عيسى بن جعفر يعرف بابن الرومي: أحد الشعراء المكثرين المجودين في الغزل والمديح والهجاء والأوصاف، روى عنه غير واحد من أهل الأدب، أخبر أبو الحسين علي بن جعفر الحمداني قال: كنت في غلمان دار القاسم ابن عبيد الله الوزير، فدخل يومًا القاسم داره، وكان في جملة حاشيته حينئذ رجل أراه يدخل الدار كثيرًا وينادمه، فالتقت القاسم إليه فقال له: يا أبا الحسن أمل الأبيات على كاتب يكتبها، وهاتها، فأملى ثلاثة أبيات، وهي:

ما أنس لا أنس خبَّازًا مررت به ... يدحو الرِّقاقة وشك اللَّمح بالبصر

ما بين رؤيتها في كفِّه كرةً ... وبين رؤيتها قوراء كالقمر

إلَّا بمقدار ما تنداح دائحةٌ ... في حومة الماء يرمى فيه بالحجر

وقال للكاتب: اكتب: تنداح دائحة، وتندار دائرة، فسألت عنه فقيل: هذا ابن الرومي.

وحدث جحظة قال: كنت مع ابن الرومي في سماريةٍ، فرأينا أبا رياح على

<<  <  ج: ص:  >  >>