للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فياربَّ مكروب كررت وراءه ... وعان فككت الغلَّ عنه ففدّاني

وهكذا سلَّى نفسه، وافتخر بما فعه في شبابه وصحته، إلى أن قال:

ومجر كغلّان الأنيعم بالغ ... ديار العدوِّ ذي زهاء وأركان

سريت بهم حتّى تكلَّ مطيّهم ... البيت

وحتّى ترى الجون الذي كان باديًا ... عليه عواف من نسور وعقبان

قال السعدي في كتاب "مساوئ الخمر": لما ذهب امرؤ القيس إلى قيصر يستمده لأخذ ثأره من بني أسد القاتلين أباه خف على قلب قيصر حتى نادمه، ففي ذلك يقول:

ونادمت قيصر في ملكه ... فأوجهني وركبت البريدا

إذا ما ازدحمنا على سكَّة ... سبقت الغرانق سبقًا بعيدا

ولطف محله منه، فأدخله الحمام معه، فرأى غلفة قيصر، فقال:

لقد حلفت يمينًا غير كاذبة ... أنَّك أغلف إلاّ ما جنى القمر

ختانة القمر: مثل تضربه العرب للأغلف، لأن القمر لا يختن أبداً. وفي مدة منادمته لقيصر، رأته ابنة قيصر، فعشقته وراسلته وراسلها، وصار إليها، وفيها يقول:

سموت إليها بعدما نام أهلها ... سموَّ حباب الماء حالاً على حال

<<  <  ج: ص:  >  >>