أشار إلى أن "ما" زائدة، ورواه سيبويه:"ويومًا توافيني الهوى غير ماضي" قال الأعلم: الشاهد فيه تحريك الياء من ماضي ضرورة، وتوافيني الهوى، أي: يوافقني الهوى منهنَّ ولا أصبو، ولا آتي مالًا يحل، ويومًا تهجر فيه فتذهب لذة الصبا واللهو، وغالته غول: إذا نائبة تذهب به فتهلكه. انتهى. وكذا أورده ابن عصفور في كتاب "الضرائر" ونقل العيني عن ابن القطاع أنه قال: الرواية الصحيحة "غير ماصبًا" وقد صحفه جماعة. انتهى.
وقوله: بكى دوبل، قال شارحه: كان الأخطل يلقب صغيرًا دوبل، وبكاؤه لقوله:
لقد أوقع الجحّاف بالبشر وقعة ... إلى الله منها المشتكى والمعوَّل
وقوله: جزعت ابن ذات الفلس، رواه شارح ديوانه بالفاء، وقال: يريد أن قدرها أن تزني بلفس، ورويناه من طريق أخرى بالقاف، وهو حبل ضخم من ليف أو خوص، أراد به ونار النصارى. وابن: منادى، وتداركت: تتابعت، والكلكل: الصدر، وأراد بهما شدة الحرب، وهو ما أوقعه الجحاف ابن حكيم السلمي- بفتح الجيم وتشديد الحاء المهملة- ببني تغلب، وسببه أن عمير بن الحباب السلمي خرج على عبد الله في أول خلافته، فاجتمعت إليه قيس وعامر وكان نازلًا بالقرب من بني تغلب قبيلة الأخطل، وكانت منازلهم بين الخابور والفرات ودجلة، فأساء المجاورة مع تغلب، فوقع بينهم شرّ فما زال الحرب بينهم سجالًا إلى أن قتل بنو تغلب عميرًا، وأرسلوا برأسه إلى عبد الملك في سنة سبعين